التهاب الكبد الوبائي C

التهاب الكبد الوبائي C

يعتبر فيروس C الأخطر بين فيروسات الكبد، وهو أيضاً الأكثر انتشاراً
بينها؛ خاصة في مصر؛ حيث يقدّر عدد المصابين به -وفقاً لإحصاء تم عام
2005- عشرة ملايين مصري، أي حوالي 12% من عدد سكان مصر في ذلك الوقت، وهذا
يجعل مصر الدولة الأولى على مستوى العالم في الإصابة بهذا المرض. واليوم
لم تتحسّن الحالة؛ بل لعلها تفاقمت أكثر؛ حيث تشير بعض التقديرات إلى أن
حوالي نصف المصريين مصابون بالفيروس؛ ففي معظم الحالات يظلّ الفيروس
كامناً لفترات طويلة قد تصل إلى 15 عاماً قبل أن ينشط ويبدأ في إيذاء
خلايا الكبد.

الأعراض..

في مراحل المرض الأولى، لا تكون هناك في العادة أية أعراض، أما
عندما تبدأ الأعراض في الظهور؛ فإنها تتشابه كثيراً مع أعراض الأنفلونزا
العادية، وتتضمن هذه الأعراض:

• إرهاقاً.
• ارتفاعاً في درجة الحرارة.
• غثياناً وفقداناً للشهية.
• آلاماً في العضلات والمفاصل.
• ألماً في البطن في الموضع الذي يوجد به الكبد.

كيف تحدث الإصابة؟

• استخدام المحاقن الملوّثة: مثلما يحدث مع المدمنين الذين يتشاركون نفس المحقن لحقن المخدر.
•
عمليات نقل الدم ونقل الأعضاء قبل عام 1992: قبل ذاك العام لم تكن هناك
وسائل للكشف عن فيروس C في الدم، وكان نقل الدم ونقل الأعضاء يتم دون
التحري عن وجود فيروس C؛ مما أدى إلى انتقاله إلى كثير من الناس.
• إذا كانت الأم مصابة بالفيروس؛ فإنه يمكن أن ينتقل منها إلى الطفل أثناء الولادة.
• يمكن أيضاً أن ينتقل الفيروس بالاتصال الجنسي، وإن كان هذا الأمر نادر الحدوث.

من الأشخاص المعرضين للإصابة؟

• الأشخاص العاملون في الحقل الطبي والذين يتعرّضون للتعامل مع الدم الملوث بالفيروس.
• المدمنون الذين يتعاطون الحقن المخدرة.
• الأشخاص المصابون بالإيدز.
• الأشخاص الذين يقومون بعمل الوشم (التاتو) في أماكن لا تهتم بتعقيم الأدوات المستخدمة.
• الذين تعرّضوا لعمليات نقل دم قبل عام 1992.
• الذين تعرضوا لعمليات نقل لعوامل تجلط الدم قبل عام 1987.
• الذين تعرضوا لعملية غسيل كلوي لفترات طويلة.
• الأطفال الذين وُلدوا لأمٍ مصابة.
•
وفي مصر ظلت المدارس لفترة طويلة جداً تقوم بتطعيم التلاميذ بالمحاقن
الزجاجية، والتي كان محقن واحد منها يستخدم لتطعيم مدرسة كاملة! مما أدى
إلى انتشار الفيروس بصورة كبيرة، إضافة إلى حقن البلهارسيا التي كان يتم
إعطاؤها في الخمسينات والستينات في الريف بنفس هذه المحاقن الزجاجية،
وتشير الدراسات إلى أن حملات مكافحة البلهارسيا في ذلك الوقت؛ هي التي
أدّت إلى انتشار الفيروس بهذا الشكل الكبير بين سكان الريف المصري، وأدت
إلى توطّن المرض في مصر.
• هناك أيضاً عيادات الأسنان التي لا تهتم
بتعقيم أدواتها، ومحلات الحلاقة التي لا تهتم بتغيير موسى الحلاقة؛ فينتقل
المرض من شخص إلى آخر.

المضاعفات..

على مدى سنوات طويلة من الإصابة بالفيروس، قد يؤدي الفيروس إلى
حدوث مضاعفات بالكبد، مثل تليّف الكبد الذي يحدث في خلال فترة تتراوح بين
20 إلى 30 عاماً من الإصابة، ويؤدي إلى توقّف الكبد عن أداء مهامه جزئياً
أو كلياً إذا حدث الفشل الكبدي. هناك أيضاً احتمال تطوّر الأمر إلى حدوث
سرطان الكبد.

العلاج..

لا يعني تشخيص وجود فيروس C أن المصاب يحتاج إلى علاج بالضرورة؛
فقد تكون حالة الكبد جيّدة والفيروس في حالة كمون؛ لكن يجب على المريض
متابعة الحالة باستمرار على فترات متقاربة لمتابعة التطوّر ومعرفة ما إذا
كان الكبد قد بدأ يتأثر أم لا.

في حالة الفيروس النشط يصف الطبيب مجموعة من الأدوية المضادة
للفيروسات التي يتم تناولها على مدى عدة أسابيع، بعدها يقوم المريض بإجراء
بعض التحاليل لمعرفة مدى تأثر الفيروس بالدواء.
إذا كان الفيروس لايزال
موجوداً يصف الطبيب مجموعة أجرى من الأدوية يتناولها المريض على مدى عدة
أسابيع أخرى. مشكلة الأدوية المضادة للفيروسات أنها تسبب عدداً من الأعراض
الجانبية الشبيهة بأعراض الأنفلونزا كالإرهاق والصداع، وفي بعض الحالات
نضطر إلى إيقاف استخدام الدواء من شدة الأعراض الجانبية.
قد ينصح
الطبيب المريض أيضاً بأخذ تطعيم ضد فيروسيّ الكبد A وB؛ وذلك حتى إذا ما
أصيب بأحدهما لا يؤدي الأمر إلى تدهور حالة الكبد لديه أكثر؛ خاصة وأنه
مصاب بفيروس C.
إذا وصل الكبد إلى درجة كبيرة من التليّف؛ بحيث تؤثّر على أدائه لوظائفه يصبح لا مفر من إجراء عملية زرع كبد.

التعايش مع المرض..

يمكن المحافظة على خلايا الكبد من التدهور لأطول فترة ممكنة عن طريق مجموعة من التغييرات الحياتية التي يجب أن يلتزم بها المريض:
• التوقّف عن تناول الكحوليات؛ فالكحول يؤدي إلى تدهور حالة الكبد أسرع.
•
تقليل الأدوية قدر الإمكان: يجب على المريض عدم تعاطي أي دواء قبل الرجوع
إلى طبيبه المعالج، ليتأكد أنه لا يتعارض مع حالته؛ لأن الكبد هو أحد أهم
الأجهزة الإخراجية في الجسم، وهو مسئول عن التخلص من كثير من المواد
الكيماوية والأدوية التي تدخل إلى الجسم. فإذا كانت هناك مشاكل في الكبد
قلّت قدرته على أداء هذه الوظيفة، وبالتالي قد يحتاج الأمر إلى تعديل جرعة
الدواء الموصوفة.
• حافظ على جسمك في حالة صحية جيدة: مارس الرياضة
بانتظام، وتناول الكثير من الخضروات والفواكه، وابتعد عن الدهنيات
والأطعمة الدسمة، واحصل على قسط كاف من النوم يومياً.
• لا تُعدِ من
حولك: لأن الفيروس يتنقل في الأساس عن طريق الدم، فحافظ على تغطية جروحك
باستمرار ولا تجعل أحداً يستخدم فرشاة أسنانك أو ماكينة حلاقتك.. وبالبطع
لا تتبرع بالدم.

التهاب الكبد الوبائي A

التهاب الكبد الوبائي B

» التهاب الكبد الوبائي A
» التهاب الكبد الوبائي B