5
واحد و ستون تُدبِرُ, لاَ رَأْس مُدبَّرَةٌ
والقَوْمُ مُدْبِرَةٌ خَوْفًا منَ التُهَمِ
من العجيب على الأخدود (غزتنا)
صهيون أمس وعاد اليوم بالجُرُمِ
ماذا تبقى لنا من عيش فانية
ماذا تبقى وخير العرب في الخِيَّمِ ؟
دماؤُنَا مثلُ ماءٍ عِنْدَ قَاتِلِنَا
وَمَاتَ مِنَا جَمِيْلُ الطَبْعِ والشِيَّمِ
من الهوان شذوذ الغرب يشتمنا
في ديننا وبنا صمت من البُكُمِ
ولم تعد غيرة في الدين تُوخِزُنَا
عَلَى رَسُولٍ كريمٍ بالغ الكَرَمِ
واحد و ستون عاما وفي التهميش مركزنا
من فيئةٍ عُرِفَتْ بِالصُّمِ وَالبُكُمِ
وأنها سُلِّمَتْ أَمْسٍ لقاتلها
فاستسلمت ورضت بالسِّلْمِ والسَّقَمِ
في ظنها أن هذا الغَرْبَ مَدْرَسَة ٌ
لولاه ما خط في القِرطَاسِ بالقَلَمِ
ونحن لولاه ما كنا تَلاَمِذَةً
وَلاَ عَرَفنَا بُلوغ الرُّشْد والحُلُمِ
6
واحد و سِتُوْنَ عَامًا إِلَى السِتِينِ رَاحِلَتيِ
وَمَا مَضَى مِن سِنِين العُمرِ كَالعَدَمِ
في سيرة الحب مثل البُهْمِ شهوتنا
وقد تساوى محبُ اليوم بِالنَّعمِ
لجاهل اليوم أموال يقدسها
كجاهل الأمس ميالٌ إلى الصَّنَمِ
يُصَادَرُ الحَقُ مَا للنَّاسِ أَغْلَبُهَا ؟
تَغفُو وَتَصْحُو بلاَ حِسٍّ وَلاَ ذِّمَمِ
زَعَامة عمرها السِتِين لاهثة
تلك المصيبة جَرَّتْ قِلَّةَ الفَهَمِ
يا قُدسُ جِئْتُكَ هَذَا اليَوم مُعتَذِرًا
وَمُسْتَعِيذًا .. فَانَّ الظُلْمَ كَالظُلَمِ
وَبَعْدَ أَنْ وَجَّهَ الأَعْرَابُ قِبْلَتَهُمْ
إِلَى المُحِيطِ كَأَتبَاعٍ مِنَ الحَشَمِ
وَبَعْدَمَا اسْتُفْحِلَتْ أَمْرَاضُ أُمَّتِنَا
بين التَّقَاعُسِ وَالتَّرمِيلِ وَاليَتَمِ
أَشْكُوكِ َقومِي وَقَد بَاعُوا قَضِيَّتهمْ
وَجَرَدُونَا مِن الأَنْسَاب والقِيَّمِ
مَنْكَ السَّلامُ وَمِنْكَ الحَربُ قَادِمَةً
يَا قُدسُ يا حرمًا يَا ثَالِثَ الحَرَم