دور المشروعات الصغيرة فى خدمة المجتمع

دور المشروعات الصغيرة فى تنمية المجتمع / الدكتور زيد أحمد المحيسن

الإثنين: 3 أغسطس 2009 الساعة 9:54 صباحاً
الدكتور زيد أحمد المحيسن

تعمل الحكومات المتعاقبة على الحد من ظاهرتين تؤرقان المجتمع المحلى الأردنى وهما ظاهرة الفقر والبطالة وتعمل الحكومات بوحيْ صادقْ من ايمانها بان القضاء على الفقر والحد من البطاله هما خطوتان ضروريتان لخلق أوضاع تؤدى الى استتباب السلم المدنى داخل المجتمع المحلى.

من هنا فقد قامت الحكومات بتشجيع نشاطاتً الصناديق والبنوك والمؤسسات التى تعمل على تمويل المشروعات الصغيرة وذلك لايمانها بأن مثل هذه المشروعات ستعمل على حل مشكلة الفقر والبطالة وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل ، اضافةً إلى العوائد الجمه الناجمة عن مثل هذه المشاريع والتى تترك اثرها على استحقاقات تنمويةْ لهذه المجتمعات المحليه سواء أكانت هذه المشروعات تعمل فى المجال الخدمى أو الزراعى أو الصناعى - من هنا - فإن المشروعات الصغيرة تلعب دورا هاما وأساسيا فى تنمية المجتمع،وذلك من خلال توفير فرص العمل وتوفير دخل لأكبر شريحةْ من المستفيدين من هذه البرامج تساعدهم على توفير المستلزمات والمتطلبات الحياتية اليومية وبدل أن يكون الفرد فيها عاطلا وعبئا ثقيلا على كاهل المجتمع يكون فردا منتجا ومؤثرا وله دور فى تنمية مجتمعه المحلى.

إن المطلوب من كافة الحكومات المتتاليه ، الاستمرار فى هذا النهج التنموى وتكثيف الجهود فى البحث عن مصادر تمويل لهذه المشروعات الصغيره والعمل بعدالة على توزيعها على كافة المناطق الجغرافية فى المملكة لكى تستفيد منها أكبر شريحة من المواطنين العاطلين عن العمل ،وكذلك العمل على تقديم الاعفاءات الضريبية لهذه المشروعات ومنحهم فترات سماح طويلة الأجل لتسديد القروض ،حتى يتمكنوا من الوقوف على ارجلهم وكذلك العمل على توفير الأسواق لهذه المنتوجات سواء أكانت هذه المنتوجات زراعية أم صناعية و تقديم لهم المشورة الفنية المجانية اللازمة اذا اقتضى الامرذلك حتى يكون لهم دور أساسى فى المنافسة أمام السلع القادمه من الخارج وباسعار معقوله وفى متناول يد الجميع من المستهلكين.

إن تعزيز المشروعات الصغيرة تمويليا وتسويقيا وخبرة فنية يؤدى فى المحصلة إلى خلق منتج يستطيع أن يلبى حاجة السوق الداخلى وأن ينافس فى الأسواق المحيطة.

إن المطلوب أيضا من صاحب المشروع الصغير إرادة العمل الصادقة والحرص على النجاح والإيمان بروح التجديد والابتكار والاعتماد على الذات والقدرة على تطوير المنتج باستمرار حتى يتمكن من المنافسة والاستمرارية وهو متسلح بالثقة والخبرة والمعرفة والمقدرة على التنافس من خلال اكتسابه مهارات التطوير المستمر وادخال التقنيات الجديده ما امكنه الى ذلك سبيلا.

إن تجربة المشروعات الصغيرة تؤدى فى النهاية إلى تعزيز قيمة الفرد داخل مجتمعه من خلال مساهمته فى عملية التنمية منتجا وعاملا وليس عاطلا وعبئا ثقيلا على كاهلها.

المصدر : جريدة "الدستور".