ماهو الطاعون ؟
وأضاف أن مرض الطاعون هو مرض يصيب الحيوانات وينتقل إلى الإنسان عن طريق القوارض والبراغيث ويتم سنويا تسجيل ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف إصابة بالمرض على مستوى العالم ، لافتا إلى أن فترة حضانة المرض ما بين يوم إلى سبعة أيام ويتم فحصها بأخذ مسحة من الحلق أو عينة من السائل داخل الغدد الليمفاوية وفحصها .
وأوضح أن المرض يمكن أن ينتقل من إنسان إلى إنسان إذا كان المصاب يعاني من الالتهاب الرئوي الناتج عن الإصابة بمرض الطاعون وذلك عن طريق الرزاز المتطاير أثناء كحة المصاب ، كما تنتقل العدوى من خلال التلامس مع جلد المصاب في حالة وجود جروح أو خدوش .
وأشار إلى أن العدوى من إنسان إلى إنسان نادرة الحدوث ، لكنها قد تحدث وعادة تتم العدوى عن طريق البراغيث التي تحمل الميكروب من الفئران ، وقال إن العلاج يتم باستخدام العقاقير والمضادات الحيوية كالتتراسيكيلين والبنسلين وغيرها .
تعريفـــه :-
والطاعون هو مرض بكتيري معدي حاد وهو من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ويُصنف كأحد الأمراض المحجرية الخطيرة التي تسبب أوبئة في حالة عدم السيطرة عليها . أو فترة من الزمن يقاس فيها سقم شديد .
وتقول المراجع الطبية ، إن الميكروب المسبب للمرض هو بكتيريا اليرسينية الطاعونية (باللاتينية : Yersinia pestis). تتراوح فترة الحضانة بين 15-67 يوماً في الطاعون الدملي والتسممي، وما بين 2 - 4 أيام في الطاعون الرئوي .
مصــــــــــــادره :
وبالنسبة لمصادر العدوى وطرق انتقالها :
ينقسم مرض الطاعون إلى ثلاثة أقسام أو ثلاثة أنواع تختلف طرق انتقالها وانتشارها من نوع إلى آخر :
الطاعون الدملي : هو أكثر الأنواع حدوثاً ، يسرى المرض بين القوارض كالفئران والجرذان التي تعتبر المستودع الطبيعي لهذا المرض ، حيث ينتقل فيما بينها بواسطة البراغيث التي تسبب لها الوفاة ، وعند حدوث الأوبئة تنتقل هذه البراغيث من أجسام القوارض الميتة وتهاجم جسم الإنسان لتتغذى على دمه ، وتصبح معدية لعدة أشهر لاحقة .
الطاعون الرئوي : أكثر أنواع الطاعون خطورة لسهولة انتقاله وانتشاره بين المخالطين للمريض خاصة في الظروف المناخية والبيئة الغير الصحية ، ينتقل عن طريق فضلات الشخص المريض إلى الشخص السليم .
الطاعون التسممي : يشبه هذا النوع الطاعون الدملي في طرق انتقاله ، حيث ينتقل المرض بواسطة البراغيث من القوارض إلى الإنسان .
الأعراض والعلامات :
خريطة انتشار المرض لدى الحيوانات والبشر حتى عام 1998يتميز مرض الطاعون بظهور الأعراض العامة للإصابة بالبكتيريا وكذلك أعراض مميزة لكل نوع من أنواعه الثلاثة ، أما الأعراض العامة فتتمثل في ارتفاع درجة الحرارة ، الإعياء الشديد، الرجفة ، آلام العضلات والمفاصل ، الغثيان وآلام الحلق والبلعوم ، اضطرابات ذهنية وغيبوبة .
أما العلامات المميزة لكل نوع منها فهي كالتالي :
الطاعون الدملي : يصاب المريض بالتهابات حادة وتورم مؤلم في الغدد اللمفاوية القريبة من مكان لدغ البرغوث .
الطاعون الرئوي : يتميز هذا النوع بكحة وبلغم غزير ، بالإضافة للأعراض العامة للمرض .
الطاعون التسممي : يحدث هذا النوع في غالب الأحيان كمضاعفات مرضية للنوعين السابقين - الدملي والرئوي - يتميز بارتفاع شديد في درجة الحرارة وهبوط حاد في القلب ، بالإضافة للأعراض العامة للمرض .
العــــــــلاج :
تتم معالجة الطاعون حاليا بالمضادات الحيوية ، وتوجد فرص جيدة للنجاح في حالة الكشف المبكر عن المرض . تستخدم على سبيل المثال مركبات ستربتوميسين وكلورأمفني إضافة لتشكيلات مكونة من تتراسيكلن وسولفونأميد . يعطى الستريبتوتوميسين عن طريق العضلات فقط . بينما يشكل الوكلورأمفني علاجا مؤثرا ، رغم عوارضه الجانبية التي تجعل منه علاجا للحالات المستعصية فقط .
الإجراءات الوقائية : كإجراءات وقائية عامة ، يتم مكافحة القوارض والبراغيث من قبل الهيئات الصحية المسئولة ، للوقاية من انتشار المرض ومكافحته قبل ظهوره .
الإجراءات الوقائية تجاه المريض :
العزل الإجباري للمريض في أماكن خاصة في المستشفيات حتى يتم الشفاء التام ، كذلك يجب تطهير إفرازات المريض ومتعلقاته والتخلص منها بالحرق ، ويتم تطهير أدوات المريض بالغلي أو البخار تحت الضغط العالي ، أيضاً يتم تطهير غرفة المريض جيداً بعد انتهاء الحالة .
الإجراءات الوقائية تجاه المخالطين : يتم حصر وفحص كافة المخالطين المباشرين وغير المباشرين للمريض وفحص عينات من الدم ، وكذلك يتم تحصينهم باللقاح الواقي . في حالات الطاعون الرئوي ، يتم عزل جميع المخالطين للمريض إجبارياً لمدة عشرة أيام . أما في حالات الطاعون الدملي والتسميمي فيتم مراقبة المخالطين لمدة عشرة أيام ترقباً لظهور أي حالات مرضية جديدة فيما بينهم .
إحصائيات للمرض :-
يذكر أن الطاعون دخل مصر عام 1899م عن طريق المواني المصرية الإسكندرية – بورسعيد – السويس ) ومنها انتقل إلى داخل البلاد حيث استوطن في المنيا وأسيوط حتى 1947م .
وأدى الطاعون عبر السنين إلى انخفاض عدد سكان (مصر) عام 1346م من 8 ملايين إلى 3 ملايين فقط عام 1805م ، وخلال فترة اشتداد المرض في الفترة من 1347م إلى 1349م مات في ( القاهرة ) وحدها 200 ألف شخص من أصل 500 ألف شخص هم مجموع سكانها في ذلك الوقت .
وفى أثناء الحرب العالمية الثانية ، كان اليابانيون يقومون بتطوير سلاح بيولوجي يعتمد على الطاعون عن طريق تربية عدد كبير من البراغيث الحاملة للمرض ، وخلال الاحتلال الياباني لـ (منشوريا) قام اليابانيون بنقل المرض إلى الكثير من أهل (منشوريا) و (كوريا) و(الصين) ولأسرى الحرب الموجودين لديهم أثناء التجارب ، وكان اليابانيون يشرحون جثث الموتى لدراسة المرض ، كما كانوا يشرحون بعض المصابين وهم أحياء .
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قام كل من الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بأبحاث لتطوير سلاح بيولوجي يعتمد على سلالة الطاعون الرئوي ، وتضمنت الأبحاث تطوير سلالات مقاومة للمضادات الحيوية ودمج الطاعون مع بكتيريا أمراض أخرى كالدفتيريا باستخدام الهندسة الوراثية .