الحلقة الثانية من قصة ولد قليل الأدب :
سبق وأن حدثتكم سابقاً عن قلة أدب إبنى وعن صخبه والمدرسة والزبالة كل الحاجات دى ....
والآن أحدثكم عن الطامة الكبرى هى فى مزاجه الدموى المعادى للثقافة والمثقفين .. تخيلوا وأنا جالس امام التليفزيون أتابع المتعة الثقافية المتمثلة فى روبى وهيفاء وهبى ودانا و.......................... ،
يدخل إلى الغرفة كالكابوس ليعلن أنه يريد أن يقلب القناة لأن هناك فيلماً يهشن فيه ديزل رأس جاكى شان أو شيئاً من هذا القبيل
بالإضافى إلى ذلك ملاحظات سخيفة على غرار :
"بابا .. أنت عينك طالعة كدة ليه ؟ .."
كأننى أصبت بتسمم الغدة الدرقية فجأة ..
أحاول إقناع هذا المزعج بالمستوى الثقافى العالى لهذا الذى أشاهده ، والذى لا يقارن بالأخ ( فان ديزل ) ، لكنه يصر على ما يريد .. هل أصر أنا ؟
لا وحياتك لأن الخطوة التالية هى أيذهب ليطلب إذن أمه ..
أمه التى ستخرج من المطبخ حاملة المغرفة والمريوله حول خصرها لتنظر للشاشة ، ثم ترفع حاجباً وتقول له كلمتها الشهيرة :
" معلهش يا حبيبى .. سيب أبوك يتفرج .. أصله يا عينى مكدوح طول اليوم "
لو أن النظرات تقتل لكان هذا الذى تقرؤه نعى لى ..!..
أحواول مراراً وتكراراً أشرح لها الأبعاد الثقافية السامية فى أغانى ( روبى ) ، وإننى ككاتب يجب أن أرى وأعرف كل شئ .. يجب أن أعرف ما لا ينبغى على الناس أن يروه
أو يعرفوه ....
" ( والتر ريد ) العظيم جعل بعوضة الحمى الصفراء تلدغة كى يصف أعراض المرض بدقة "
فتقول كلاماً مختلطاً أتبين من بينه أنها تتمنى لى أن أصاب بالحمى الصفراء بدورى ، وإنه إذا كانت ( روبى ، دانا ) تشبة البعوضة فإننى اشبه الحمى الصفراء نفسها ..
ثم تنسحب إلى الإلى المطبخ بعدما فسد كل شئ ، وأترك للولد قليل الأدب الجمل بما حمل ليتمتع بـ ( فان ديزل ) وهو يفتح كرش ( بروس لى ) أو أى واحد آخر ..
مش قلتلكم قبل كدة ولد قليل الأدب ....!!!