لا تخلو حياتنا كبشر من انفجار أو آخر؛ حادث أو متعمَّد، طبيعي أو
صناعي، مفيد أو ضار. الانفجارات تحدث على أي حال، في السطور التالية نرصد
أعنف وأقوى 10 انفجارات في التاريخ.
1- مأساة مدينة تكساس:
عام
1947 شبّ حريق على متن سفينة بضائع تُدعَى Grandcamp كانت ترسو على رصيف
ميناء مدينة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تحمل حمولة تُقدّر
بـ2300 طن من نترات الأمونيوم، وهو مركّب يستخدم في صناعة الأسمدة، وشديد
الانفجار. بعد الحريق انفجرت الحمولة، وكان الانفجار من الشدة بحيث أطاح
بطائرتين كانتا تُحلّقان بالقرب من الموقع، كما أدّى الانفجار إلى سلسلة
من ردود الفعل أدّت إلى انفجار سفينة أخرى قريبة محمّلة بـ1000 طن من نفس
المادة. قُتِل في هذا الحادث 600 شخص، وجرح حوالي 3500، ويُعتَبر هذا أسوأ
حادث صناعي في تاريخ الولايات المتحدة.
2- انفجار هاليفاكس:
عام
1917 اصطدمت سفينة شحن فرنسية محمّلة بالمتفجرات التي كانت ستستخدم في
الحرب العالمية الأولى، مع سفينة بلجيكية في ميناء هاليفاكس بكندا،
فانفجرت حمولة السفينة بقوة هائلة لم تكن مسبوقة في تاريخ الإنسان في ذلك
الوقت، وأدّى الانفجار إلى تصاعد أعمدة بيضاء فوق المدينة بارتفاع 6100
متر تقريباً، إضافة إلى موجات مد بحري بارتفاع 18 متراً، ودمار شامل في
محيط 2 كيلو متر حول الانفجار. قُتِل حوالي 2000 شخص وأصيب 9000.
3- تشيرنوبل:
المفاعل
النووي السوفييتي الشهير الذي انفجر في أوكرانيا عام 1986، أسوأ حادث نووي
في التاريخ، أطاح الانفجار بغطاء المفاعل والذي يزن حوالي 2000 طن، ونثر
إشعاعات ذرية في المنطقة أكثر من التي نثرها انفجار هيروشيما بـ400 مرة،
وقام بتلويث أكثر من 200 ألف كيلو متر مربع في أوروبا، وتعرّض 600 ألف شخص
لجرعات عالية من الإشعاع، وتم إجلاء 350 ألف شخص من منازلهم.
4- انفجار ترينيتي:
أوّل
انفجار ذري في التاريخ، تم تفجير القنبلة الاختبارية في موقع يُدعَى
ترينيتي بالقرب من ألاموجوردو في نيوميكسيكو بالولايات المتحدة، وتم
تفجيرها في 16 يوليو 1945. قوة هذه القنبلة كانت تعادل 20 كيلو طن من مادة
TNT. كانت هذه القنبلة هي التي افتتحت عصر الرعب النووي بعد ذلك. بعد
سنوات اكتشف العلماء أن المدنيين في المنطقة تعرّضوا لكمية كبيرة من
الإشعاع الذري، ولم يكن أحد يعرف في ذلك الوقت أي شيء عن أضرار الغبار
الذري الذي تخلفه القنابل الذرية.
5- تانجوسكا:
عام 1908
حدث انفجار غامض بالقرب من نهر تانجوسكا في روسيا، أطاح الانفجار بالأشجار
في مساحة ألفي كيلو متر مربع في المنطقة. يعتقد العلماء اليوم أن الانفجار
نجم عن سقوط مذنب في هذه المنطقة، ويُقدّر حجم الانفجار بـ250 ضعف حجم
انفجار قنبلة هيروشيما.
6- جبل تامبورا:
عام
1815 انفجر جبل تامبورا في إندونيسيا بقوة 1000 ميجا طن من مادة TNT، في
أكبر انفجار بركاني في التاريخ المسجّل للبشر. يُقدّر حجم الحمم البركانية
التي خرجت من البركان بـ140 مليون طن، وقد قتل البركان حوالي 71 ألف شخص
في جزيرتي سومباوا ولومبوك، أما الرماد الذي خرج من البركان فقد أثّر على
المناخ في الكوكب كله. عام 1816 عرف بأنه العام الذي لم يأتِ فيه الصيف
بسبب هذا الرماد، حيث تساقط الثلج على نيويورك في يونيو، وتجمّدت أنهار
بنسلفانيا في يوليو، ومات مئات الآلاف من المجاعة حول العالم.
7- وداعاً للديناصورات:
انقرضت
الديناصورات منذ حوالي 65 مليون سنة، ومعها حوالي نصف الأنواع التي كانت
تعيش على الأرض. أجريت الكثير من الأبحاث حول سبب انقراض الديناصورات،
أكثر الأبحاث التي لقيت قبولاً هي حدوث تصادم بين الأرض وجسم كوني (مذنب
أو نيزك) أدّى إلى انفجار هائل وسلسلة من التغييرات البيئية التي لم
تتحملها الديناصورات. يرجح أن الصدع الهائل الذي يبلغ قطره 180 كيلو
متراً، والذي يقع على سواحل المكسيك، هو موقع الانفجار.
8- تصادم المشترى:
عام
1994 اصطدم المذنب Shoemaker-Levy 9 بكوكب المشترى، قبل أن يحدث الاصطدام
مزّقت القوى الجذبوية للكوكب المذنب إلى أجزاء عديدة تصل أقطارها إلى 3
كيلو مترات، وكل منها يتحرّك بسرعة 60 كيلو متراً في الثانية، مما أدّى
إلى حدوث 21 تصادماً كبيراً ومرئياً بالنسبة لنا. أكبر هذه التصادمات أنتج
كرة من اللهب بارتفاع 3000 كيلو متر فوق سحب المشترى، إضافة إلى تكوين
بقعة داكنة على الكوكب يصل حجمها إلى حجم كوكب الأرض تقريباً. قدر حجم هذا
الانفجار بـ6000 مليار طن من مادة TNT.
9- سوبرنوفا:
السوبرنوفا
هو نجم منفجر يصل ضوؤه أحياناً إلى المجرّة بأكملها، أقوى سوبرنوفا تم
تسجيل ضوئه في التاريخ كان يوجد في كوكب الذئبة، وسجّل عام 1006. عندما
حدث هذا الانفجار فإنه ظلّ مرئياً من الأرض في النهار لعدة أشهر، بالرغم
من أنه يقع على بعد 7100 سنة ضوئية.
10- الانفجار الكبير:
وُلِد
الكون من الانفجار الكبير، كتلة ساخنة لا حد لكثافتها انفجرت مكوّنة مادة
الكون الحالية، والذي لا زال يتمدد حتى الآن على إثر هذا الانفجار الذي
حدث منذ حوالي 14 مليار سنة. يرجح العلماء أنه بعد انتهاء مرحلة التمدد
فإن الكون سيعود إلى الانكماش مرة أخرى إلى أن يعود إلى صورته الأولى،
وعندها ربما ينفجر مرة أخرى.
الجمعة مايو 28, 2010 9:28 am
