قصة آدم عليه السلام والايات القرانية الدالة عليها

فى يوم بعيد بعيد ..
أراد الله سبحانه وتعالى أن يخلق الكون وعندما يريد الله شيئاً فانه يأمره بأن يوجد (( أنما امره أذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون )) وهكذا أمر الله السماوات وألارض وما بينهما أن تتكون فى ستة أيام وهذه الأيام الستة من أيام الله ولا تشبه أيامناالتى نعيشها الآن على الأرض لأن اليوم عندنا يحسب بدوران الأرض مرة حول الشمس وقديما لم يكن هناك شمس ولا أرض .
وبعد أن خلق الله الماوات والأرض وما بينهما خضع له كل شئ وسجد له كل شئ والله هو الغنى الذى لايحتاج لأحد ويحتاج اليه كل أحد .
عاشت فى السماوات كائنات خلقها الله من نور وسميت بالملائكة وهم جنود الله ولا يعصونه ابدا ويفعلون كل ما يؤمرون به ..
وعاشت بين السماء والأرض مخلوقات خلقها الله من النار وسميت بالجن وهى مخلوقات ليراهم أحد وفيهم الطيب والفاسد ..
وانصرفت مشيئة الله تعالى الى خلق آدم فقال الله تعالى للملائكة ..(( أنى جاعل فى الأرض خليفة )) فسئلت الملائكة الله على سبيل الأستفهام والرغبة فى المعرفة..(( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )) فكانت الملائكة بفطرتهم البريئة التى لاتتصور الا الخير والنقاء يعتقدون ان التسبيح بحمد الله هو وحده الغاية المطلقة للوجود والخلق وهذا متحقق بوجودهم ولكن هناك سبباً أخر للخلق وحكة لايعلمها الأ الله لهذا قال سبحانه ..(( أنى أعلم مالا تعلمون )) أى لايعلم الحكمة من خلق آدم سواه وأن آدم لايكون مثل المخلوقات التى كانت تعيش على الأرض قبل خلق آدم تفسد فيها وتسفك الدماء ..
وقد أصدر الله سبحانه وتعالى أمره للملائكة بأنه سيخلق بشراً من طين يجب عليهم السجود له وهو سجود تكريم لا عباده . وجمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر . لهذا يجئ الناس ألواناً مختلفة . ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار كالصلصال ثم خلق آدم ونفخ فيه من روحه.. وتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة وفتح عينه وجد الملائكة ساجدين له ما عدا واحداً لم يكن يعلم أسمه.. فقال الله تعالى الى هذا المخلوق الذى رفض السجود ..(( ياأبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى )) .. فرد وقال ..(( أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين )) .. فقال له الله سبحانه ..(( فأخرج منها فانك رجيم وأن عليك لعنتى الى يوم الدين )) ..

فخرج أبليس مطروداً من رحمة الله وهو يهدد أدم ويتوعده بأنه سيغوية

.
كان آدم يتابع ما يحدث حوله ويحس بحب عميق من الله الذى خلقه وكرمه وأسجد له الملائكة . ورهبة من غضب الخالق الذى تطرد من رحمة الله ومنذ الحظة الأولى للميلاد أدرك آدم أن ابليس هو رمز الشر وأنه عدو له وأن الملائكة هم رمز الخير ..
(( وعلم آدم الأسماء كلها )) .. علم الله سبحانه وتعالى أدم أن يسمى الأشياء كل باسمه . هذه عصفورة .. هذا نجم .. فالمقصود بالأسماء هو العلم والمعرفة وهذه هى الغاية من خلق الله لآدم والسبب فى تكريمة .. وبعد تعلم أدم الأسماء عرضها الله على الملائكة وقال ..(( أنبئونى بأسماء هولاء أن كنتم صادقين )).. فلم يعرفوا وأعترفوا لله بعجزهم عن تسمية الأشياء وقالوا ..(( سبحانك لاعلم لنا الأ ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم )) .. فقال الله تعالى ..(( يا آدم أنبئهم بأسمائهم )) .. فحدثهم أدم عن كل الأشياء التى عرضها الله عليهم ولم يتعرفوا على أسمائها وهنا أدركت الملائكة لماذا أمرهم الله بالسجود له كما عرفو السر فى أنه سيصبح خليفة فى الأرض يتصرف فيها ويتحكم بالعلم والمعرفة..
كان آدم يتحدث مع الملائكة ولكنهم كانوا أكث الوقت مشغولين عنه بعبادة الله لهذا كان آدم يحس بالوحدة .. ونام آدم يوماً وأستيقظ ووجد عند رأسه أمراة تحدق فى وجهه بعينين جميلتين ورحيمتين ودار بينهما هذا الحوار ..
قال لها آدم : لم تكونى هنا قبل نومى ..
قالت : نعم ..
قال آدم : من أين جئت ..
قالت :جئت من نفسك قد خلقنى الله من صدرك وأنت نائم ..
قال آدم : لماذا خلقك الله ..
قالت : لتسكن الى ..
قال : حمداً لله ..
فسألته الملائكة عن أسمها قال أن أسمها حواء فسألوه لماذا هذا ألاسم قال لانها خلقت منى وأنا أنسان حى
وقد أمر الله آدم وزوجته أن يسكنا الجنة وكانت حياتهما فى الجنة شيئاً يشبه الحلم الجميل وقد سمح الله لهم بأن يقتربوا من كل شئ ويستمتعوا به ما عدا شجرة واحدة فقال الله لهم قبل الدخول ..(( لاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )) .. وعرف آدم وحواء انهم ممنوعون من الأكل من هذه الشجرة .غير أن آدم أنسان والأنسان بطبيعته ضعيف وأستغل أبليس هذا وراح يوسوس اليه يوما بعد يوم وبأنها شجرة الخلود وقد ضعف آدم ومد يده الى الشجرة وأكل منها ونسى أن أبليس هو عدوه ..(( فأزلهما الشيطان عنها ))..ولم يكد ينتهى آدم وحواء من الأكل تغير الجو فجأة وأكتشف أنه عار هو وزوجته وبدأ يقطعان من أوراق الشجر لكى يغطيان بها أجسادهم العارية .. وأصدر الله أمره بالهبوط من الجنة الى الأرض ..(( فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا أهبطوا )).. وكان آدم حزيناً وكانت حواء لاتكف عن البكاء ..فكانت توبتهما صادقة وتقبلها الله منهم .. وأخبرهم الله أن الأرض هى مكانهما الأصلى يعيشان فيها ويموتان ويخرجان منها يوم البعث..(( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ))..
وبدأت الحياة على الأرض فكان على آدم أن يبنى بيتاً يقيه من الحر والبرد والمطر وأن يزرع النبات ليأكل وان يحمى نفسه وزوجته وأطفاله من الحيوانات التى تعيش على الأرض وكان عليه قبل هذا كله أن يستمر فى صراعه مع أبليس الذى كان السبب فى خروجه من الجنة وهو فى الأرض يوسوس له ولاولاده بالعصيان .. فالمعركة بين الخير والشر لاتتوقف. ومن يتبع هدى الله فلا خوف عليه ولايحزن ومن يعص الله ويتبع أبليس فهو معه فى النار..
فالأرض أمتحان لنفس الأنسان وكل واحد فينا يجب أن ينجح فى هذا الأمتحان..
ومرت سنوات وجاء على الأرض ليل هبت فيه الرياح بعنف .. فقد كان آدم فى هذا اليوم على فراش الموت فكان آدم يرقد بلحيته البيضاء ووجهه الطيب وأبناؤه جميعا يقفون حوله فى أنتظار وصيته.. وقال آدم لأبناءه أن هناك سفينة واحدة لنجاة الأنسان وهى هدى الله وسلاحاً واحداً لانتصاره وهو كلمات الله .. وقال آدم للأبناءه أن الله سوف يرسل أنبياءه لهداية الأنسان وسوف يختلفون فى الأسماء والمعجزاتوالصفات ولكنهم سيجتمعون على شئً واحد وهو عبادة الله وحده ..
أنتهى آدم من وصيته وأغمض عينه وشاهد الملائكة يحيطون به ويحيونه وابتسم قلبه للسلام العميق ..

عليك السلام ياأبا البشر

شكرا على التفسير الجميل

شكراً مشمشة على الموضوع الرائع